الذكاء الاصطناعي يفشل في أول اختبار حقيقي له خلال كارثة زلزال روسيا

كتبت مريم الكحلوت
في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، والذي بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، أصدرت هيئات الأرصاد الجوية في عدد من الدول، من بينها اليابان وهاواي والولايات المتحدة، تحذيرات شديدة من أمواج مد عاتية (تسونامي)، مصحوبة بإرشادات وقائية صارمة.
لكن مع تزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي للحصول على المعلومات العاجلة، وقع عدد من المستخدمين في فخ المعلومات الخاطئة التي قدمتها بعض الأنظمة، خاصة ميزة “نظرة عامة” المدعومة بالذكاء الاصطناعي في محرك البحث جوجل، وروبوت المحادثة “جروك” المدمج في منصة “إكس”.
خاصية AI من جوجل تنشر ملخصات غير دقيقة عن تحذيرات السلامة
وفقًا لتقرير نشره موقع SFGate الإخباري، فإن ميزة “نظرة عامة” التي أطلقتها جوجل كجزء من تطوير تجربة البحث عبر الذكاء الاصطناعي، قدمت معلومات غير دقيقة ومضللة للمستخدمين الذين بحثوا عن تحديثات تتعلق بتحذيرات تسونامي في هاواي ومناطق أخرى.
وذكر أحد المستخدمين أن نتائج البحث أظهرت أن تحذير تسونامي قد تم إلغاؤه في هاواي، رغم أن السلطات المحلية لم تفعل ذلك حتى وقت متأخر من مساء نفس اليوم.
ووصف أحد منتقدي جوجل هذه الملخصات بأنها “خاطئة بشكل خطير”، خاصة في سياقات حرجة مثل الكوارث الطبيعية حيث يمكن أن تؤدي المعلومة الخاطئة إلى عواقب وخيمة.
روبوت “جروك” التابع لـ xAI يقع في فخ التضليل
من جهته، وقع روبوت المحادثة “جروك” Grok، المطور من قبل شركة xAI التابعة لإيلون ماسك والمدمج في منصة “إكس”، في نفس الخطأ. حيث نشر عدة رسائل خاطئة تفيد بإلغاء تحذير تسونامي في هاواي.
وفي إحدى هذه الرسائل، كتب “جروك” أن تحذير تسونامي أُلغي في الساعة 3:23 مساءً بالتوقيت المحلي، مستشهدًا بما قال إنها بيانات من مركز تحذير تسونامي في المحيط الهادئ. لكن هذا البيان كان غير دقيق، حيث واصلت هيئة الأرصاد الجوية في هونولولو تحذيراتها حتى الساعة 10:30 مساءً، قبل أن تخفض مستوى التوجيه لاحقًا.
عند مواجهة الانتقادات، قال “جروك” في رد مباشر على أحد المستخدمين: “سنعمل على تحسين الدقة”، وهو اعتراف ضمني بخطأ النظام.
لماذا تحدث هذه الأخطاء؟ تحديات تواجه الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الأزمات
تعكس هذه الحوادث واحدة من أبرز تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي كمصدر فوري للمعلومات، وهو ما يُعرف بـ”هلوسة الذكاء الاصطناعي” (AI hallucination)، أي إنتاج معلومات غير صحيحة لكن بثقة عالية، ما قد يضلل المستخدمين ويعزز مصداقية معلومة خاطئة.
في حالات الطوارئ، الثقة الزائدة دون تحقق دقيق من المصادر الرسمية قد تسبب ارتباكًا كبيرًا، وتعيق جهود السلطات في إدارة الأزمة.
ردود الشركات وتحديثات مستقبلية
قال نيد أدريانس، المتحدث باسم شركة جوجل، في بيان رسمي: “يُحدّث البحث بسرعة وتلقائيًا بناءً على محتوى الويب الجديد وأحدث المعلومات.. في هذه الحالة، يُظهر البحث الآن ميزة تنبيه مخصصة تُوفر معلومات مُحدثة للأشخاص الذين يبحثون عن هذا الموضوع.”
لكن تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى جاهزية أدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم معلومات دقيقة وآمنة خلال الكوارث الطبيعية والظروف الطارئة.
خلاصة: هل يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأزمات؟
في حين تُعد أدوات الذكاء الاصطناعي وسيلة سريعة للوصول إلى المعلومات، إلا أن الاعتماد الكلي عليها في أوقات الكوارث قد يحمل مخاطر جسيمة.
وينبغي دومًا الرجوع إلى المصادر الرسمية مثل هيئات الأرصاد، مراكز التحذير، والجهات الحكومية للحصول على المعلومات الدقيقة والموثوقة.