شريحة eSIM توفر مجموعة لامتناهية من الفرص والإمكانات للمستخدمين
يكتسب الحديث عن شرائح الـ eSIMحالياً أهمية استثنائية لدى مصنعي الأجهزة، حيث بات دورها استثنائياً على مستوى القطاع، نظراً لدورها في تخفيض نفقات مصنعي الأجهزة، إضافة إلى توفير مساحة أكبر على لوحات المعالجة. كما توفر البطاقة الجديدة مصادر دخل إضافية لمزودي خدمات الاتصال، إضافة إلى تمكينهم من ريادة المستقبل عبر مليارات الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء.
وكانت اثنتين من كبريات الشركات المصنعة للهواتف الذكية عام 2019، قد أعلنتا عن تزويد العديد من الأجهزة التي تم تصنيعها مؤخراً بشريحةeSIM ؛ وعلى نحو ممثال، شهد العام 2020 زيادة مضطردة في عدد الأجهزة المتوافقة مع الشريحة المبتكرة. ومن المتوقع بحسب الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، أن يتم تزويد أكثر من ملياري جهاز ببطاقة eSIM بحلول عام 2025، ما سيؤدي بالتالي إلى تحفيز الاتجاه عبر القطاع لاعتماد بطاقات eSIM على نحو غير مسبوق.
ولكن ماذا عن المستهلكين؟ ما الذي يمكن أن تقدمه لهم شريحة eSIM؟
للإجابة على هذه الأسئلة، أجرى الخبراء في مختبر إريكسون للمستهلكين دراسة بحثية واسعة ومعمقة لآراء وتوجهات المستهلكين، وقد أظهرت الدراسة مدى استعداد المستخدمين لدفع مبالغ إضافية لقاء الحصول على الشريحة الإلكترونية eSIM:
1- يعتبر الاتصال الخلوي للأجهزة الإضافية أفضل المزايا التي يهتم بها المستهلكون فيما يتعلق يشريحة eSIM، حيث أبدى 6 من كل 10 مشاركين رغبتهم في إجراء الاتصالات عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة باستخدام الموجات اللاسلكية، الأمر الذي مازال ممكناً للكثير منهم.
2- وتطرح بطاقات SIM تحد رئيسي يشكو منه العديد من المستخدمين، والمتمثل في القليص المستمر لحجم بطاقات .SIMبالنسبة للمستهلكين، توفر لهم شريحة eSIM راحة البال، فعلى سبيل المثال ذكر 45٪ من المشاركين أهمية الاتصال عبر شبكات مشغلين متعددين باستخدام الهاتف الذكي نفسه في حالات الطوارئ.
3- كما أظهر 6 من بين 10 مستخدمين للهواتف الذكية اهتمامهم بالحصول على شريحةeSIM ، وبينما صرح 40٪ أنهم يمتلكون هواتف ذكية مقفلة، قال 73٪ أنهم مشتركون بعقود مخصصة لخدمات الدفع المسبق.
4- وقال 29% من مستخدمي الهواتف الذكية أنهم مستعدون لاقتناء ساعة ذكية بتقنية الاتصال الخلوي في حال تمكنوا من تحقيق ذلك عبر عمليات تسجيل سلسة.
وفقاً للتقرير، توفر شريحة eSIM أربع مزايا للمستهلكين. أولاً، توفير خدمات اتصال أكثر تطوراً. يقول المستهلكون إن الحاجة إلى التبديل بين المشغلين تعتمد على أداء الاتصال في أوقات وأماكن مختلفة، وبالتالي لا حاجة لتبديل مزود الخدمة عند توفير قدرات اتصال من المستوى التالي. إذن، متى يكتسب التبديل بين المشغلين أهمية بالنسبة للمستهلكين؟ أتت النتائج مفاجئة، حيث صرح 75٪ عن استعدادهم لشراء باقة إضافية بسعر معقول لضمان الحصول على خدمات اتصال فائقة.
ولا يقتصر اهتمام المستخدمين بشريحة eSIM على ميزة التبديل بين المشغلين بهدف توفير بضعة دولارات شهرياً فحسب، وإنما يتعدى الأمر ذلك إلى ميزة راحة البال! فقد أظهر مستخدمي الهواتف الذكية الذين تم تلبية توقعاتهم بشأن جودة الشبكة رغبتهم في الحصول على خدمات مميزة تمكنهم من التبديل بين شبكات المشغلين. وتعد راحة البال أكثر أهمية من الولاء في هذا الإطار، لا سيما في الأماكن النائية وحالات الطوارئ.
وتعتبر عروض السفر الخاصة الميزة الثانية في هذا المجال، وتتمثل هذه الميزة في توفير خدمات الاتصال عند السفر إلى الخارج. في الواقع، يستخدم مسافر من أصل اثنين سنوياً بيانات التجوال عند السفر باستخدام بطاقة SIM المحلية. تخيل أنك قادر على الاتصال بأي مشغل وتنشيط اشتراك الهاتف المحمول مباشرة على هاتفك عند السفر خارج بلد إقامتك دون الحاجة لاتباع معاملات معقدة. وقد أظهر المسافرون الذين يستخدمون بطاقات SIM المحلية خارج بلدانهم اهتمامهم بالحصول على الخدمات التي تمكنهم من الاختيار بين مجموعة واسعة من عروض الاتصال.
وتتمثل الميزة الثالثة في توفير الاتصال بين الأجهزة. فمن المعلوم أن الهواتف الذكية باتت متعددة الاستخدامات، وتتميز بشاشات أكبر وأداء أفضل، كما تزداد ذكاءً يوماً تلو الآخر. ورغم توفر هذه الأجهزة على نطاق واسع، مازال المستخدمين يجرون العديد من الاتصالات باستخدام أجهزة أخرى، والمثير للدهشة أن الكمبيوتر المحمول يتصدر قائمة هذه الأجهزة. ويعود السبب الرئيسي في ذلك، إلى عدم قيام المستهلكين بتنشيط شبكة LTE على هواتفهم الذكية نظراً لارتفاع سعرها، ونقص الوعي فيما يتعلق بالقدرات التي توفرها تقنية الجيل الرابع المطور LTE .
وتعتبر عملية التسجيل مع المشغل، العقبة الأكبر في هذا الإطار – حيث ذكر 57% من المستهلكين الذين يستخدمون ساعات ذكية متصلة بالهاتف المتنقل، مدى صعوبة الحصول على اشتراك خاص بالساعات الذكية! ومن الممكن أن يؤدي حل هذا التحدي إلى ارتفاع الاشتراكات بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، أظهر 29% من المستهلكين رغبتهم في اقتناء ساعة ذكية تتصل بهواتفهم المتنقلة، في حال توفير عملية تسجيل سهلة باستخدام التقنيات الرقمية.
وأخيراً، ربما تكون خدمة “جرب واشتري” أكبر مزايا شريحة eSIM بالنسبة للمستهلكين، حيث يظهر ذلك في مستوى الاهتمام الذي تلاقيه هذه الخدمة لدى مختلف شرائح المستخدمين. فعلى سبيل المثال، يرغب 86% من المجيبين اختبار ميزة واحدة على الأقل من هذه الخدمة.
وترتبط القيمة الحقيقية لعروض “جرب واشتري” بتقنية الجيل الخامس، حيث يشهد العالم مع انتشارها واتساع تغطيتها، زيادة خدمات البث وتنوع تجارب الألعاب، إضافة إلى الارتفاع المتزايد لناحية اعتماد عمليات التسوق باستخدام الواقعين الافتراضي والمعزز وخدمات التعلم الرقمي،وفقاً لأحدث تقرير عن إمكانات أعمال تقنية الجيل الخامس. ومع ذلك، فإن المستخدمين الأوائل ومواليد جيل الرقمنة هم الوحيدين الذين سيقومون بتجربتها، ما يضع على عاتقهم مسؤولية إقناع بقية شرائح المجتمع بأهمية هذه الخدمات، ولهذا السبب فإن عروض “جرب واشتري” تعتبر الأكثر جذباً للمستخدمين في هذا الإطار. وطالما أن 54% من المجيبين أبدوا اهتمامهم بالاستفادة من سرعات الجيل الخامس الهائلة، فمن المحتم أن الاهتمام بتنسيقات الفيديو الغامرة وتطبيقات الواقع المعزز ستكون أعلى بكثير.
توفر شريحة eSIM العديد من الفرص والإمكانات على مستوى خدمات الاتصال. وعلى الرغم من أن اعتماد eSIM يمثل مصدر قلق على مستوى القطاع، إلا أن تنفيذه من الناحية العملية، يمكن أن يساعد في إثراء العلاقة مع المستهلكين. وتعتبر هذه الشريحة الجديدة ذات أهمية استثنائية نظراً لما توفره من مزايا، بدءاً من راحة البال إلى القدرة على التسوق باستخدام بيانات الهواتف المتنقلة على نحو سلس وآمن.