أخبار عاجلةمقالات

أهمية قطاع الاتصالات والمعلومات في زمن الكورونا بقلم سامح شكري – مدير عام إريكسون مصر



 

لاشك إننا جميعًا نواجه تحديًا غير مسبوق مع انتشار COVID-19 وتأثيره على حياتنا اليومية، ومع تزايد أهمية الدور الذي أصبح يلعبه قطاع الاتصالات والمعلومات والاعتماد عليه في كافة المجالات والتعاملات اليومية كان لدينا عددا من الملاحظات، فعلى مدار الأسابيع الماضية، دفع الانتشار السريع لفيروس كورونا إلى اتخاذ مجموعة من السياسات الصارمة للحد من انتشاره، وهذه التغيرات التي حدثت في طبيعة الحياة اليومية للناس تسببت في تغير استخدامهم للشبكات سواء الثابتة أو المتنقلة في جميع أنحاء العالم، وزاد الاعتماد على الاتصالات عبر الأنترنت  في كافة مناحي الحياة بداية من استخدام المنصات التعليمية للمدارس والجامعات، وإدارة الأعمال وعقد الاجتماعات عن بعد، وحتى في المجال الصحي نجد إيطاليا اعتمدت على الروبوتات في  متابعة المرضى المصابين بفيروس كورونا لتقليل الاختلاط بين الطاقم الطبي والمصابين والحد من انتشار العدوى. وأصبحت كل الخدمات الآن متاحة من خلال شبكة الأنترنت وهو ما يعنى تزايد دور وأهمية صناعة الاتصالات أكثر من أي وقت مضى.

و أعتقد إن أزمة كورونا ستكون بمثابة بداية مرحلة جديدة في قطاع الاتصالات وستغير خريطة العالم ومصر في استخدام التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة، فمنذ عدة شهور كنا نقول إن التكنولوجيا خلال عشر أو عشرين سنة ستغير من طبيعة التعاملات في كافة المجالات سواء كانت المعاملات المادية أو ظهور وظائف جديدة ونماذج أعمال مختلفة، وطرق جديدة للتعلم؛ والحقيقة إن التغيير في نظرتنا للتكنولوجيا جاء بأسرع مما نتخيل جميعا وجعلنا نعتمد في كل تفصيله من حياتنا على التطبيقات التي تتيحها الشبكات وهذا يعنى أننا في المستقبل القريب جدا يجب أن نسير بشكل أسرع في تطوير البنية التحتية للشبكات لاستيعاب الجيل الخامس وما يتيحه من إمكانات أكبر للأنترنت، والتوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لأن  ببساطه هذا هو المستقبل الذى يجب أن نعمل عليه من اليوم وليس غدا.   

ونؤكد إن الشبكات مصممة للتعامل مع زيادة التحميل في نقل البيانات خلال أوقات الذروة، لكن مع تغير  أنماط سلوك المستخدمين، و تزايد الطلب يمكن أن يحدث بعض التزاحم في حركة نقل البيانات وهذه الزيادة في الاستخدامات يجب النظر إليها على مستوى  كل برج أو خلية الاتصالات الواحدة لإنه في الوضع الطبيعي تصميم الشبكات يكون لتحمل أقصى درجات التحميل والسرعة وإذا حدثت اختناقات في  الخدمات فعادة لا تتجاوز 5% فحسب من الأبراج وهو ما يتطلب تدخل شركات التشغيل والموبايل لتزويد السعة في المناطق الصغيرة التي تحدث فيها هذه الاختناقات.

 

ومن الضروري هنا أن أشير إلى الدور الكبير الذي قامت به الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة بالعمل على تطوير البنية التحتية التكنولوجية في مصر والاهتمام بتطوير قطاع الاتصالات والمعلومات، حيث تم مؤخرا الإطلاق التجريبي لشبكات الجيل الخامس، والحقيقة أنه لولا هذه الجهود ما كان يمكن أن نجد الاجتماعات تنعقد على مستوى الشركات والدول عبر الأنترنت، أو المؤتمرات الافتراضية التي أصبحت تبث يوميا على شبكة الأنترنت لتكسر بشكل عملي وكبير كافة الحدود بين الدول.

 

وإذا كان هناك أي أثر إيجابي لانتشار كورونا فإنه من الواضح حتى الآن إن هذا المحنة خلقت حالة وعى كبير بتعاظم استخدام التطبيقات التكنولوجية في العالم، وفى مصر كان أبرز وأكثر هذه التطبيقات وضوحا في المجال المصرفي حيث فتح الباب للتوسع بشكل كبير للاعتماد على التعاملات النقدية الرقمية والمحافظ الإلكترونية، والاتجاه بشكل كبير للتجارة الإلكترونية والتعلم عن بعد والبدء في استخدام شبكة الأنترنت للتعلم والمعرفة بشكل أكبر، وحتى في مجال الترفيه سنجد زيادة شعبية الألعاب عبر الإنترنت.

كما ستغير هذه المحنة العالمية من شكل الحياة وبشكل سريع ففي الوقت الذي لا يمكن الإنكار بأن بعض الشركات توقفت عن عمليات التطوير أو خططتها المستقبلية لأسباب اقتصادية في الوقت الحالي لكن يمكن التنبؤ بأنه مستقبلا الميزانيات المخصصة لدعم الابتكارات والتطبيقات التكنولوجية ستكون أكبر في المستقبل، وسيفتح الباب على مصراعيه أمام الشركات التكنولوجية المتوسطة والصغيرة ودعمهم في الأفكار المبتكرة التي يقدمونها بهدف تنويع سلاسل التوريد.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى