أخبار عاجلةمنوعات

بعد حظرها في عدة دول عربية وأوروبية.. كل ماتريد معرفته عن لعبة روبلوكس الشهيرة

 

تعد منصة روبلوكس واحدة من أكثر الألعاب الإلكترونية شهرة بين الأطفال والمراهقين، إذ تمنحهم مساحة للإبداع والتفاعل الاجتماعي عبر تصميم ألعابهم الخاصة وخوض مغامرات افتراضية متنوعة. ومع الانتشار الواسع للمنصة عالميًا، برزت مخاوف كبيرة تتعلق بسلامة الأطفال، دفعت عدة دول عربية وأوروبية إلى حظرها أو تقييد الوصول إليها. فما الذي جعل منصة الترفيه هذه محط جدل واسع؟ وما المخاطر التي تواجه المستخدمين الصغار؟

الفشل الأمني.. ثغرات تسمح بالتحرش والاستغلال

كشفت تحقيقات صحفية، أبرزها من صحيفة الجارديان بالتعاون مع مركز Revealing Reality، عن تعرض الأطفال لمحتوى جنسي صريح ومحاولات استغلال من قبل بالغين، حيث تمكن بعض الأطفال دون سن العاشرة من الدخول إلى جلسات ألعاب تحتوي إيحاءات جنسية، فيما تواصل آخرون مع مستخدمين غرباء دون أي رقابة فعالة.

وأقرت المنصة بوجود “جهات فاعلة سيئة” تستغل ثغرات النظام، خصوصًا مع صعوبة التحقق من أعمار المستخدمين الأصغر سنًا، رغم ادعاءات الشركة بتحسين أدوات الحماية، حيث يشكل الأطفال تحت سن 13 عامًا نحو 40% من مستخدمي المنصة، مما يعكس حجم التحدي الأمني الكبير.

أدوات الرقابة الأبوية.. فعالية محدودة

على الرغم من توفر أدوات الرقابة الأبوية، إلا أن ضخامة المنصة وتنوع محتواها يجعل من الصعب على الأهالي متابعة كل ما يراه الأطفال، ومع وجود أكثر من 6 ملايين لعبة من إنتاج المستخدمين، يصبح تمييز الألعاب الملائمة من غير الملائمة تحديًا حقيقيًا.

وقد نتج عن هذا الواقع حوادث مؤلمة، منها إصابة طفلة بنوبات هلع بعد مشاهدة محتوى غير لائق، بالإضافة إلى تعرض طفل آخر للتحرش الافتراضي، ما دفع الخبراء لوصف هذه الحوادث بأنها فشل منهجي، مؤكدين ضرورة تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي للرقابة وتحسين نظم التحقق العمرية.

 ردود الفعل العالمية

وبناء على ذلك، واجهت المنصة إجراءات قانونية وحظرًا في عدة دول بسبب المخاطر المحتملة:

  • الصين: حظرت المنصة منذ 2021 ضمن سياسات الرقابة الصارمة.
  • الأردن وعُمان: فرضتا حظرًا منذ 2021 لحماية الأطفال من المحتوى غير الملائم.
  • تركيا: منعت الوصول إلى المنصة في أغسطس 2024.
  • قطر: أدرجت المنصة في قائمة الحظر في أغسطس 2025 بعد ضغوط مجتمعية.

في المقابل، اختارت الإمارات حظرًا مؤقتًا قبل إعادة فتح المنصة مع اشتراطات أمان إضافية، مما يدل على أن الحل لا يكمن دائمًا في المنع الكامل، بل في تعزيز الضوابط والتوعية.

تغليب الربح على سلامة الأطفال

رغم ادعاءات روبلوكس بتحسين سياسات الحماية، تظهر الأدلة أن مصالحها المالية غالبًا ما تتقدم على سلامة الأطفال، إذ تتجاهل الشركة تقارير الموظفين حول مخاطر المحتوى غير المناسب، وتعتمد على أدوات رقابية آلية ضعيفة، بينما تسوق المنصة على أنها آمنة.

في سياق متصل، أظهرت دعاوى قضائية، بما فيها في تكساس بالولايات المتحدة، أن المنصة لم تلتزم بالقوانين المصممة لحماية الأطفال، مثل قوانين التصميم المناسب للعمر في المملكة المتحدة وكاليفورنيا، بينما طالبت منظمات حقوقية مثل 5Rights بضرورة اعتماد رقابة مستقلة وتحسين إجراءات التحقق العمري.

 بين الإبداع والمسؤولية

ختامًا، لا يمكن إنكار الإمكانات التعليمية والإبداعية التي توفرها روبلوكس للأطفال، إلا أن الانتهاكات الواقعية تفرض على الشركة والحكومات تحمل المسؤولية الكاملة في حماية المستخدمين الصغار.

ولتحقيق التوازن بين الترفيه الآمن والنمو التجاري، يجب أن تتبنى المنصة إصلاحات جذرية تشمل تعزيز الرقابة البشرية والآلية، التعاون مع السلطات، وتعويض الضحايا. وإلا فقد يكون مصيرها مشابهًا لمنصات أخرى تعرضت للحظر والغرامات، لتظل الأطفال الأكثر تضررًا في معركة التوازن بين الابتكار والأمان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى